الياسمين في صناعة العطور: عنصر الإغراء والسحر

ينبض هذا الموسم بالحياة المفعمة بالحيوية، ويدفعنا جميعًا إلى عالمٍ مشرقٍ وخالٍ من الهموم، يفوح منه عبير أزهار الربيع التي تُضفي على حياتنا رونقًا رائعًا. في هذا الوقت من العام، نختار أن نُسلّط الضوء على أحد أكثر الروائح العطرية رواجًا: الياسمين.

بعد أكثر من قرن، لا تزال الجاذبية الحسية لهذه الزهرة البيضاء الرقيقة دون تغيير. لا تزال رائحة الياسمين الأنثوية والأيقونية تسحرنا كمكون في عطور اليوم. يمكننا التوصل إلى العديد من الصفات إذا أردنا وصف رائحته: حلوة ومخدرة تقريبًا، ولكنها زهرية وحسية في نفس الوقت. ترتبط العديد من الأساطير والقصص بهذه الزهرة. يأتي أحد أكثر الجوانب الرومانسية للياسمين من الأسطورة التي تقول إن هذه الزهرة ولدت من نجوم سقطت على الأرض. ومن المعروف أيضًا أنها تطلق رائحتها الكاملة بمجرد غروب الشمس، ولهذا السبب غالبًا ما يشار إليها باسم "ملكة الليل". في الشرق، ترمز إلى الجمال والحسية بينما يعتبرها سكان الشرق الأوسط الأكثر ملكية بين الزهور وغالبًا ما يتم ذكرها في الشعر العربي كرمز أو دليل على الحب والروحانية؛ كما أنها مرتبطة بنجمين ليليين، الزهرة والقمر.

موطنه الأصلي جبال شمال غرب الهند، واسمه مشتق من جذور فارسية، ويمكن زراعته في المناطق ذات المناخ المعتدل. يوجد أكثر من مئتي نوع من الياسمين، لكن النوعين الأكثر طلبًا هما ياسمين جرانديفلوروم، المزروع في مصر وإيطاليا والمغرب والهند، وياسمين سامباك، المزروع في الصين والهند. على الرغم من تشابههما النباتي، إلا أن هاتين الزهرتين تختلفان في الرائحة: زهرة جرانديفلوروم منعشة، خفيفة، خضراء اللون، مع لمسة من الحلاوة الزهرية؛ بينما زهرة سامباك أكثر حلاوة، غامضة، تكاد تكون مخدرة، دون النكهة العشبية المنعشة للزهرة الأولى. تُعد روائح الياسمين من أثمن الروائح - يمكنك دائمًا العثور عليها في العطور الفاخرة أو العطور المتخصصة نظرًا لطبيعتها الفاخرة، ويرجع ارتفاع سعرها بشكل رئيسي إلى المعالجة الدقيقة التي ينطوي عليها الحصول على جوهرها. ولأنها تُظهر أقصى قوتها ليلًا، يجب أن يتم حصادها يدويًا بحلول الفجر لتجنب التعرض لأشعة الشمس.

يتميز الياسمين بعذوبته الشديدة، بل وجاذبيته اللاذعة. وقد يُضفي لمسةً ثاقبةً عند مزجه مع نفحات زهرية أخرى كالورد. غنيٌّ ومذهل، غالبًا ما نجد الياسمين في قلب العطر (في هرم العطور)، إذ يُضفي تأثيرًا رائعًا على النفحات الأساسية كالعود والعنبر وغيرها. وبفضل قدرته الفريدة على التناغم مع العديد من النفحات الأخرى، أصبح الياسمين من المواد الزهرية المفضلة في صناعة العطور. لمسةٌ خفيفةٌ منه تُضفي لمسةً من الغموض على تركيبة العطر - قصيدةٌ تُجسّد الفخامة والسحر لا مثيل لها.

إذا كنت بحاجة إلى بعض الاسترخاء أو الهروب من دائرة المشاعر الهذيانية، خذ قسطًا من الراحة ورفع مزاجك مع درب لطيف من بعض أفضل عطور الياسمين من Alexandre J.

هـ2

ألتيس ميسور

سلطان الماندرين

القزحية البنفسجية